responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 149
مِنَ الْعَذابِ الذي حد الله لهن في كتابه سوى الرجم إذ لا يجرى التنصيف فيه لذلك لم يشرع في حد الرقيق ذلِكَ اى نكاح الإماء انما يرخص لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ اى الوقوع في الزنا مِنْكُمْ ايها المؤمنون المجتنبون عن المحرمات وَأَنْ تَصْبِرُوا ايها المؤمنون الفاقدون لوجه المعاش وترتاضوا نفوسكم بتقليل الاغذية المستنمية المثيرة للقوة الشهوية الموقعة للمهالك وتدفعوا امارة امارتكم بالقاطع العقلي والواضح الشرعي وتتمرنوا على عفة العزوبة وتسكنوا نار الطبيعة بقطع النظر والاتقاء عن المخاطر فهو خَيْرٌ لَكُمْ من نكاح الإماء بل من نكاح اكثر الحرائر ايضا سيما في هذا الزمان الخوان وَاللَّهُ المطلع لضمائر عباده غَفُورٌ لذنب من صبر ولم ينكح لقلة معاشه رَحِيمٌ له يحفظه عن الفرطات والعثرات في امر المعاش. عصمنا الله وعموم عباده من المهالك المتعلقة بالمعاش بفضله وطوله
انما يُرِيدُ اللَّهُ بتعيين المحرمات وتبيين المحللات لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ايها المؤمنون طريقي الرشد والغي والهداية والضلال وَيَهْدِيَكُمْ اى يرشدكم ويوصلكم سُنَنَ الَّذِينَ خلوا ومضوا مِنْ قَبْلِكُمْ من ارباب الولاء المكاشفين بسر التوحيد وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ويرجعكم عن ميل المزخرفات الدنية الدنيوية ليوصلكم الى المراتب العلية الاخروية وَاللَّهُ الهادي لعباده الى توحيده عَلِيمٌ بمصالحهم الموصلة اليه حَكِيمٌ في القائها إليهم في ضمن العظة والعبر والقصص والتواريخ والرموز والإشارات ليرتاضوا بها نفوسهم حتى يستعد قلوبهم لنزول سلطان التوحيد المفنى للغير والسوى مطلقا عن فضاء الوجود.
ثم كرر سبحانه ذكر التوبة والرجوع عن المزخرفات الباطلة المانعة من الوصول الى دار السرور حثا للمؤمنين إليها ليفوزوا بمرتبة التوحيد بقوله وَاللَّهُ المرشد لكم الى طريق توحيده الذاتي يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ اى يوفقكم على التوبة التي هي الرجوع عما سوى الحق مطلقا ومتى انفتح عليكم باب التوبة انفتح باب الطلب المستلزم للترقي والتقرب نحو المطلوب الى ان يتولد منه الشوق المزعج الى المحبة المفرطة المفنية لغير المحبوب مطلقا بل نفس المحب بل نفس المحبوب ايضا. كما حكى عن المجنون العامري انه وله يوما من الأيام واستغرق في بحر المحبة الى ان اضمحلت عن بصر بصيرته غشاوة التعينات مطلقا بل ارتفع حجب الاثنينية رأسا وفي تلك الحالة السريعة الزوال تمثل ليلى قائمة على رأسه فصاحت عليه صيحة عن من شغلت يا مجنون فالتفت نحوها متألما عن الرجوع الى عالم التعينات فقد طاب وقته حينئذ فقال لها دعينى على حالي فان حبك قد شغلني عنك ثم قال سبحانه وَيُرِيدُ الَّذِينَ يضلونكم عن طريق التوحيد المسقط لعموم الرسوم والعادات بوضع طرق غير طريق الشرع مبتدعا او منسوبا الى مبتدع وقد عينوا فيه اللباس والكسوة المعينة ومع ذلك يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ ويبيحون المحرمات ويرتكبون المنهيات ارادة أَنْ تَمِيلُوا وتنحرفوا عن جادة التوحيد بأمثال هذه الخرافات والهذيانات مَيْلًا عَظِيماً وانحرافا بليغا بحيث لا يستقيم لهم أصلا
وبالجملة يُرِيدُ اللَّهُ المدبر لعموم أحوالكم أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ايها المؤمنون أثقالكم التي هي سبب احتياجكم وإمكانكم وَالحال انه قد خُلِقَ الْإِنْسانُ في مبدأ الفطرة ضَعِيفاً لا يحتمل تحمل أثقال الإمكان مثل الحيوانات الاخر. خفف عنا بفضلك ثقل الا وزار واصرف عنا بمقتضى جودك شر الأشرار وارزقنا عيشة الأبرار.
ثم نبه سبحانه على المؤمنين بما يتعلق بأمور معاشهم مع بنى نوعهم ليهذبوا به ظواهرهم فقال مناديا لهم ليهتموا باستماعها وامتثالها يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا بالله وكتبه ورسله عليكم ان لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ اى

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست